الرئيسية
أحدث الصور
الدكتورة الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 9:20 pmيؤكد علماء الانثربولوجيا على أن الموروث الحضاري لأي مجتمع يؤثر على السلوك في كثير من مظاهر الحياة. وسواء شاب هذا الموروث بعض الأخطاء أو كان هناك سوء في التطبيق، إلا أن الأمر في نهاية المطاف يمثل الواقع المعاش لسلوك هذه الجماعة أو تلك.
والعادات الغذائية عند الأفراد لا تخرج عن هذا الإطار، فهي سلوك يطبعه الموروث الذي يتشكل من الدين والثقافة والتقاليد وحتى الخرافات والأساطير ومستوى التعليم والحالة الاجتماعية.
وإذا ما راجعنا عادات التغذية وسلوكياتها لدى البشر، فإننا سنجد منها ما هو مفيد، ومنها ما هو ضار. وفي السطور التالية سوف نناقش شيئاً من هذه العادات وتأثيرها، إن سلباً أو إيجاباً دون التعرض لخلفياتها الاجتماعية أو العقدية.
كم وجبة في اليوم؟
تختلف الإجابة عن هذا السؤال باختلاف المكان. فالأفارقة في جنوب أفريقيايفضلون (مثلاً) العمل طوال اليوم بمعدة فارغة حتى يأكلوا وجبتهم الوحيدة والكبيرة في المساء. في أوروبا، أمريكا، استراليا، وكندا أصبح عادياً أن يتناول الإنسان هناك ثلاث وجبات غذائية رئيسة ونحو ثلاث وجبات أخرى خفيفة. يختلف عدد الوجبات غير الرئيسة أو الخفيفة باختلاف المستوى الاجتماعي؛ فبينما تأخذ الطبقات العاملة وجبة واحدة خفيفة بالإضافة إلى الوجبات الرئيسة، نجد أن الطبقات الغنية تأخذ نحو (4) وجبات خفيفة بالإضافة إلى الوجبات الرئيسة. أوقات الوجبات أيضاً تختلف من مكان لآخر، فبينما يأخذ الإنجليز وجبة الغداء ما بين الساعة الثانية عشرة إلى الواحدة مع فترة راحة قصيرة، نجد في بلداننا العربية أن وجبة الغداء تكون بعد الثانية تتبعها قيلولة بعد الظهر.
كل هذه الاختلافات تشير إلى عدم وجود قانون عام يحدد سلوك الناس الغذائي. لكن الإنسان إذا تدبر كل واحدة من العادات رفض للوهلة الأولى فكرة الوجبة الواحدة في اليوم، ليس لأن معدتنا صغيرة لحشوها بكل الأطعمة اللازمة لجسمنا في وقت واحد، بل كفاءة عضلات الجسم تقل بصورة ملحوظة عند حرمان الإنسان فطوره أو وجبة غذائه. فقد وجد بالتجربة أنه لكي يمكن الحفاظ على إنتاجية الفرد أو مقدرته على العمل يجب إمداده من وقت إلى آخر بكميات بسيطة من الغذاء .
لذا ينصح دائماً بأن يأخذ الإنسان خمس وجبات في اليوم وليس ثلاثاً. بعض الناس يرفضون هذه النصيحة بحجة أنه يجب إعطاء المعدة قسطاً من الراحة بعد هضم الوجبة السابقة. وقد تساءل بروفيسور موترام في كتابه «تغذية الإنسان» لماذا يجب على المعدة أن ترتاح؟ فمن وجهة نظره أن القلب والكليتين والرئتين وكذلك الأمعاء الدقيقة كلها أعضاء تعمل دوماً دون توقف، فوق ذلك، فعندما يصاب الإنسان بالقرحة ينصحه الطبيب بأن يأكل بصورة مستمرة لإبقاء الأغذية في معدته دائماً، إذاً لماذا على المعدة أن ترتاح؟
من هنا، يبدو أن نظام الوجبة الواحدة هو نظام غير مفيد للجسم وعلى الإنسان أن يزيد من عدد وجباته الغذائية كيفما شاء، مع مراعاة أن تكون الوجبات الرئيسة غنية في البروتين والسعرات الحرارية، في حين أن الوجبات الخفيفة أو غير الرئيسة غنية في العناصر الغذائية الواقية كالعناصر المعدنية والفيتامينات.
سلوك وانتظام:
لا شك أن انتظام الوجبات سلوك جيد من وجهة نظر الطباخين وأصحاب المطاعم والبوفيهات. لكن هناك وجهة نظر ذلك الإنسان الذي تعود أن يأخذ طعام الغداء عند الساعة الواحدة ظهراً (مثلاً)، فما إن تأت الساعة الواحدة إلا ومعدته ولعابه قد أشارا إليه بذلك وأجبراه على ترك عمله أو تكملة ما بدأه ليذهب إلى أقرب مطعم ليأكل طعامه. فتعويد المعدة واللعاب أوقاتاً معينة من الأكل يعتبر إذاً أمراً غير مريح أحياناً.
لذا يبدو صحيحاً الاستنتاج أن أولئك الأشخاص الذين لا يتبعون مواعيد محددة لوجباتهم ربما يكونون أحسن حظاً من هؤلاء ذوي الوجبات المحددة الأوقات.
نشرب أو لا نشرب؟:
يعتقد بعض الناس أن الشرب مع الأكل يخفف العصير المعدي وبالتالي يؤخر عملية الهضم. ولأن عدداً من الأفراد يمارسون هذه القناعة، فيبدو مهماً الإشارة إلى أن تأثير كأس الماء التي يشربها الفرد مع الطعام على تركيز العصير المعدي قليل للغاية لدرجة لا تؤثر على سرعة الهضم، ولكن المشكلة قد تكمن في أمور أخرى، والأمر في هذا الجانب فيه خلاف وتباين، ولكن ما هو مؤكد: أن الإنسان صاحب المعدة المعروفة بكسلها وبطء هضمها، والغذاء خالٍ من المواد الصلبة والجافة، فلا ينصح في هذه الحالة بشرب الماء مع الأكل ويفضل أن يكون بعده.
لاتنسوا الرياضة!:
ليس هناك أدنى شك في أن التمارين الرياضية وخصوصاً تلك التي تستعمل عضلات البطن ذات فائدة لعملية الهضم، فهي بالإضافة إلى كونها تشجع الجهاز الهضمي على الحركة فإنها تزيد من سرعة دوران الدم.
مع ذلك فالتمارين القاسية أو المجهدة تجعل الدم يدور دورات خاصة، أو بمعنى آخر يتوزع على أعضاء الجسم بنسب مختلفة، فكميات الدم التي تذهب إلى العضلات تكون أكثر من تلك الذاهبة إلى الجهاز الهضمي. وتشير الدراسات إلى أن التمارين المجهدة، سواء أكانت قبل الأكل أم بعده، تقلل من سرعة الهضم.
من هنا ينصح دائماً بالعدول إلى الراحة نصف ساعة قبل الأكل أو بعده. فأيهما أفضل، الراحة قبل الأكل أم بعده؟ هي مسألة مازالت محل نقاش، لكن الراحة بعد الأكل في جو خالٍ من الإرهاق والإزعاج ربما تكون أكثر فائدة، فهي تسمح بإفراز قدر كبير من العصير المعدي وبالتالي تسرع الهضم.
» اشتقت اليكم
» فقدناكم عساكم بخير
» مشروع قانون جديد يتعلق بدخول العرب والأجانب إلى سورية
» أبشع جريمة في تاريخ البشرية
» زيادة الرواتب بسوريا
» قطرة عسل
» غادرت الحنونة وتركت لي الحسرة
» اكتشاف مكان طوفان نوح
» الحب درجات
» كيف تتخلص من كرشك
» فضائل يوم الجمعة
» فضل الله
» فضل تلاوة القرآن
» بروكسي جديد لكسر المواقع الإباحية
» فضائل يوم الجمعة
» أسماء المَدِيْنَة المُنَوَّرَة
» الأعمى والربيع
» النسر الدجاجة
» لا واسطة في أمر الدعاء
» كاظم الساهر : موال يا دنيا انتي الحرمتني
» مما قرأته و اعجبني
» هذا ديني . . الاسلام
» تعالالي يا روح امك
» كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل