بوح الليالي

هي أبيات كنت كتبتها منذ فترة قصيرة ...


أحببت أن أشارككم بها ...


قد يكون البوح متجدداً إن كان في العمر بقية ...


بس لا حدا يدعي علي انو ما يضل في العمر بقية إذا ما عجبتو الأبيات




يا ساهر الليل أين البال منشغل
وأي نار بها الأرواح تشتعل ؟


فالناس قد رقدت للنوم يدفعها
تعب الجسوم وعين رابها الزغل


وبقيت وحدك في جنح الظلام فلا
طيراً يغرد أو نشوان يرتجل


هلا أزلت عن الأحزان قمقمها
وتركت قلبك يتلو كل ما يجل





فقال لي ودمع العين يسكبه
ماذا أقول فروحي كلها علل


أيام عمري في لحظاتها تخفي
من الهموم جبالاً ليس تختزل


كيف السبيل إلى نوم وأمتنا
تشكو الضياع فلا فكر ولا عمل


أبكي الشباب إلى الأغراب قبلتهم
تركوا الرسالة والقرآن ما خجلوا


قصدوا الفساد بأرواح محطمة
عبدوا النساء فذي بشرى وذي أمل


وتلك التي أبدت يوماً مفاتنها
فصار كالطفل للأهداب يمتثل !!


لم يدر أن عيون الغيد خادعة
ما كل باسمة في وصلها الأمل !


كم من موصوفة بالحسن ساحرة
فإن جربت حكمتها ضاقت بها الحيل !





يا طالب الحسن الرخيص مفازة
ضيعت نفسك فالأشكال ترتحل


هلا بحثت عن الأخلاق في شغف
هي التي تبقى إن تاهت السبل


وابحث عن الطهر والإيمان في عجل
فربة الإيمان ما في عقلها خلل



إن جئتها في الليل لله ساجدة
وإن جئتها فجراً فبالتعفاف تكتحل


وإن جئتها ظهراً في الباب باسمة
وفي المساء تنير الدار تحتفل


وللأولاد كانت خير راعية
من مشرب القرآن والأخيار قد نهلوا


شتان بين من الزهراء قدوتها
وبين ضائعة بالوهم تنشغل


ذات النطاقين في زماننا انقلبت
ذات العشيقين لا ذوق ولا خجل





ذا كان بوحي يا حبيب فإن يكن
لي في الحياة مزيد فالبوح يتصل

قال لي بأن الأدب عبثي ،، وأننا في زمان نحتاج فيه لنهضة مادية ،، وأن كتابة الشعر والخواطر والأفكار

تضييع وقت وانحراف عن الغاية الأساسية المطلوبة منا ،، فقلت له أن الجمع بين الاثنتين هو سر النجاح

الجمع بين حسن القول وحسن العمل يصنع الرقي والسمو ...

وأقول له أيضاً :


شعوري إناءٌ عظيم كبير
وبوحي يردد رجع الزفير


وصوتي جموحٌ دون تعد ٍ
وحرفي بكل المآسي بصير


أصوغ حديث القلوب بياناً
وأتلو هموميْ بقول ٍ جهير


عذولي ترفق وخفف عتابي
فسبك قصيدي روضي الزهير


أيقبل عقلاً توهج برق
دون رعود ٍ لتبدي الزئير


أيقبل عقلاً تفرع نهر ٍ
دون مياه ٍ وشدو الخرير


عذولي تبين وأحسن حواري
فرأيك عندي أمين خبير


بالشعر حيناً أزركش حلْمي
وأرسم حيناً فجري المنير


وأشحذ عند مساء ٍ فؤادي
لأخرج صبحاً بقلب بشير


وأسكب جرحيْ إبريق دمع
لأسقيَ ترباً بماء ٍ غزير


وأصرخ قرب أناس ٍ نيام ٍ
ليهجر نومٌ ويطوى سرير


وأسمع كل الحي ندائي
ويبلغ فكريْ الجمع الغفير


سألبس علميْ كدرع ٍ متين ٍ
وألبس شعريْ كثوب الحرير


لأبنيَ يوماً سفارة حب ٍ
فكري البناء وقلبي السفير