حكمت حسن جمعة شاعر وطبيب من مواليد إدلب 1980، شارك في مهرجانات اتحاد الطلبة، ورابطة الخريجين الجامعيين،
واتحاد الكتاب العرب،. حاز المركز الأول في مسابقة دار سعاد الصباح عن مجموعته "صورة جماعية لشخص واحد".
آخر رسالة من أبي
بعدَ أن عجزَ والدي عن خطابي ،
و عجزتُ عن سماعهِ
امتشقَ رمحاً و خطَّ على صدري كلماتهِ الأخيرة
في الهزيمةِ الأخيرة .. و كتب :
درعكَ الموت.. لا تنسحبْ
سوفَ تمضي طويلاً على درجِ العمرِ
و القلبُ يصغي لوقعِ عكَّازِكَ المضطربْ
الحصى في طريقكَ ، تمضي بساقيكَ
نحوَ السقوط
و للشوكِ تاريخهُ في يدٍ تمسحُ الحزنَ عن حاجبيك
و لكنَّ عينيكَ مثقلتانِ بما فيهما من تعبْ
ثمَّ تدركُ أنَّكَ تمشي على الجمرِ و الجرحِ
سكّينُ حزنكَ يخترقُ العظمَ
ما زال طعمُ الحريقِ على قدميكَ
و ما زلتَ تقتات ريقكَ
و الشوكَ .. و الغصّةَ المستعارةَ
في لحظاتِ الغضبْ مقفلاً بابُ صدركَ
أثلامُ هذي المفاتيح تشبهُ أثلام قلبكَ
لكنَّ حارسَ سجنكَ يقطعُ كلَّ الدروبِ إليكَ
يسدُّ النوافذَ في وجهِ ريحٍ محمَّلةٍ بالغمامْ
يصادرُ من شفتيكَ الرسائلَ
بوحَ الأغاني .. الصلاةَ الأخيرةَ .. و الكلماتِ المريرةَ
حينَ تساقُ إلى ساحةِ النطعِ و الكلُّ تشخصُ عيناهُ
تنهشُ منكَ العظامْ
أبصرتكَ عيوني
قميصكَ ردَّ ليَ الروحَ .. و البوحَ
بالكلماتِ الغريبةِ :
للذئبِ يا ولدي مخلبان
و آثارُ مخلبهِ فوقَ صدركَ تحملُ قبراً
لشيخٍ ينامْ ثمَّ يصحو على صوتِ ضلعٍ تكسّر
أو طقطقاتٍ لوقعِ خطاك كأنَّ الطريقَ يداك
الطريقُ طويلٌ و هذي الحقائبُ جاهزةٌ للرحيلِ
و لكنْ جناحاكَ شمعٌ و شمسُ البدايةِ محرقةٌ
و السقوطُ على ضفَّةٍ لا تنامْ كانَ يحرقُ في شفتيكَ الكلامْ
ثمَّ تغفو على ضفَّةِ النأي و الناي
أمّكَ تسألني كلّ يومٍ لماذا وحيداً .. بعيداً عنِ الناي كنتَ تغني
و بحّةُ صوتكَ تجتزُّ قلبي
لماذا تخبّئُ في العينِ برقاً و الكفِّ جرحاً
و في صوتكَ شهقةُ موتٍ قديمْ
حينَ تبحرُ عيناكَ في رحلةٍ لا نهائيّةٍ
تتأمّلُ صورةَ أمكَ و هيَ ترتِّقُ شقَّ قميصكَ
تمسحُ عنهُ أظافرَ ذئبٍ لئيمْ
و أباكَ الذي ذرفَ العمرَ يصنعُ من بين هذي الركاماتِ
عكّازتيكَ الهشيمْ و يخطُّ بخطٍّ رديءٍ رسائلهُ
ثمَّ يرسلها كالسرابِ إليكَ يقدّمُ أعذارهُ عن قروشٍ
يقدُّ أصابعهُ .. ثمَّ يشعلها كالشموعْ
و هيَ تشتاقُ للريحِ حيناً فتطفئها
و هي تذوي و تومِضُ فوقَ جدارٍ بعيدٍ يضيعْ
هارباً من ثقوبِ سمائكَ هذي النجومُ شبابيكُ قد سئمتها الحِقَبْ
شاخَ ومضكَ فيها هيَ الآنَ إذْ رحلت سنواتُ الصبا
لنْ تردَّ لكَ النايَ قد ضاعَ صوتكَ لا ترتَقِبْ
من صداهُ سوى دمكَ المنسكبْ
من تجاعيدِ وجهكَ حينَ تنامُ عيونُ الصباحْ
الصباحُ قتيلٌ يشيّعُ جثّةَ قاتله
فأراكَ على طرفِ النعشِ تبسطُ كفيّكَ
لا تجعل الكفَّ مغلولةً الصليبُ فسيح
و عنقكَ ينفر من عبقِ الدم
حينَ تفيضُ عيونُ الجراحْ
و كأنّكَ متَّ كأنّكَ لم توصدِ البابَ خلفكَ
لم تكترثْ لصريرِ الرماحْ
و هي تكتبُ آخرَ سطرٍ بصفحةِ صدركَ
آخر ما تحملُ الريحُ من كلماتِ أبيكَ ؛
بني .. و للرمحِ في الحلقِ حدانِ
أحلاهما علقمٌ كيفَ لي أن أخبّئَ عن أدمعي غصة
كيفَ أكفرُ باللامكانِ الذي كانَ يجمعنا
شاهرينِ على بعضنا وردتين
و شربةَ ماءٍ و رشقةَ عطرٍ عتيقٍ مباحْ
أم تضيعُ النهايةُ في دمِ عينيكَ موحلة
يا بنيّ و عمركَ مملكةٌ من حريق
و دربكَ مرويّةٌ بالندى
و قناديلُ هذا الطريق ستطفأُ عمّا نسيمٍ
و تنثالُ في لجّةِ الماءِ كلُّ المناديلِ
يسبحُ في دمكَ النهرُ لكنّني ههنا واقِفٌ
و لتهبَّ الرياحْ
واتحاد الكتاب العرب،. حاز المركز الأول في مسابقة دار سعاد الصباح عن مجموعته "صورة جماعية لشخص واحد".
آخر رسالة من أبي
بعدَ أن عجزَ والدي عن خطابي ،
و عجزتُ عن سماعهِ
امتشقَ رمحاً و خطَّ على صدري كلماتهِ الأخيرة
في الهزيمةِ الأخيرة .. و كتب :
درعكَ الموت.. لا تنسحبْ
سوفَ تمضي طويلاً على درجِ العمرِ
و القلبُ يصغي لوقعِ عكَّازِكَ المضطربْ
الحصى في طريقكَ ، تمضي بساقيكَ
نحوَ السقوط
و للشوكِ تاريخهُ في يدٍ تمسحُ الحزنَ عن حاجبيك
و لكنَّ عينيكَ مثقلتانِ بما فيهما من تعبْ
ثمَّ تدركُ أنَّكَ تمشي على الجمرِ و الجرحِ
سكّينُ حزنكَ يخترقُ العظمَ
ما زال طعمُ الحريقِ على قدميكَ
و ما زلتَ تقتات ريقكَ
و الشوكَ .. و الغصّةَ المستعارةَ
في لحظاتِ الغضبْ مقفلاً بابُ صدركَ
أثلامُ هذي المفاتيح تشبهُ أثلام قلبكَ
لكنَّ حارسَ سجنكَ يقطعُ كلَّ الدروبِ إليكَ
يسدُّ النوافذَ في وجهِ ريحٍ محمَّلةٍ بالغمامْ
يصادرُ من شفتيكَ الرسائلَ
بوحَ الأغاني .. الصلاةَ الأخيرةَ .. و الكلماتِ المريرةَ
حينَ تساقُ إلى ساحةِ النطعِ و الكلُّ تشخصُ عيناهُ
تنهشُ منكَ العظامْ
أبصرتكَ عيوني
قميصكَ ردَّ ليَ الروحَ .. و البوحَ
بالكلماتِ الغريبةِ :
للذئبِ يا ولدي مخلبان
و آثارُ مخلبهِ فوقَ صدركَ تحملُ قبراً
لشيخٍ ينامْ ثمَّ يصحو على صوتِ ضلعٍ تكسّر
أو طقطقاتٍ لوقعِ خطاك كأنَّ الطريقَ يداك
الطريقُ طويلٌ و هذي الحقائبُ جاهزةٌ للرحيلِ
و لكنْ جناحاكَ شمعٌ و شمسُ البدايةِ محرقةٌ
و السقوطُ على ضفَّةٍ لا تنامْ كانَ يحرقُ في شفتيكَ الكلامْ
ثمَّ تغفو على ضفَّةِ النأي و الناي
أمّكَ تسألني كلّ يومٍ لماذا وحيداً .. بعيداً عنِ الناي كنتَ تغني
و بحّةُ صوتكَ تجتزُّ قلبي
لماذا تخبّئُ في العينِ برقاً و الكفِّ جرحاً
و في صوتكَ شهقةُ موتٍ قديمْ
حينَ تبحرُ عيناكَ في رحلةٍ لا نهائيّةٍ
تتأمّلُ صورةَ أمكَ و هيَ ترتِّقُ شقَّ قميصكَ
تمسحُ عنهُ أظافرَ ذئبٍ لئيمْ
و أباكَ الذي ذرفَ العمرَ يصنعُ من بين هذي الركاماتِ
عكّازتيكَ الهشيمْ و يخطُّ بخطٍّ رديءٍ رسائلهُ
ثمَّ يرسلها كالسرابِ إليكَ يقدّمُ أعذارهُ عن قروشٍ
يقدُّ أصابعهُ .. ثمَّ يشعلها كالشموعْ
و هيَ تشتاقُ للريحِ حيناً فتطفئها
و هي تذوي و تومِضُ فوقَ جدارٍ بعيدٍ يضيعْ
هارباً من ثقوبِ سمائكَ هذي النجومُ شبابيكُ قد سئمتها الحِقَبْ
شاخَ ومضكَ فيها هيَ الآنَ إذْ رحلت سنواتُ الصبا
لنْ تردَّ لكَ النايَ قد ضاعَ صوتكَ لا ترتَقِبْ
من صداهُ سوى دمكَ المنسكبْ
من تجاعيدِ وجهكَ حينَ تنامُ عيونُ الصباحْ
الصباحُ قتيلٌ يشيّعُ جثّةَ قاتله
فأراكَ على طرفِ النعشِ تبسطُ كفيّكَ
لا تجعل الكفَّ مغلولةً الصليبُ فسيح
و عنقكَ ينفر من عبقِ الدم
حينَ تفيضُ عيونُ الجراحْ
و كأنّكَ متَّ كأنّكَ لم توصدِ البابَ خلفكَ
لم تكترثْ لصريرِ الرماحْ
و هي تكتبُ آخرَ سطرٍ بصفحةِ صدركَ
آخر ما تحملُ الريحُ من كلماتِ أبيكَ ؛
بني .. و للرمحِ في الحلقِ حدانِ
أحلاهما علقمٌ كيفَ لي أن أخبّئَ عن أدمعي غصة
كيفَ أكفرُ باللامكانِ الذي كانَ يجمعنا
شاهرينِ على بعضنا وردتين
و شربةَ ماءٍ و رشقةَ عطرٍ عتيقٍ مباحْ
أم تضيعُ النهايةُ في دمِ عينيكَ موحلة
يا بنيّ و عمركَ مملكةٌ من حريق
و دربكَ مرويّةٌ بالندى
و قناديلُ هذا الطريق ستطفأُ عمّا نسيمٍ
و تنثالُ في لجّةِ الماءِ كلُّ المناديلِ
يسبحُ في دمكَ النهرُ لكنّني ههنا واقِفٌ
و لتهبَّ الرياحْ
الأربعاء مارس 01, 2017 5:19 pm من طرف بداية المشوار
» اشتقت اليكم
السبت مايو 16, 2015 8:18 pm من طرف الختيار
» فقدناكم عساكم بخير
الجمعة يناير 23, 2015 10:33 pm من طرف الختيار
» مشروع قانون جديد يتعلق بدخول العرب والأجانب إلى سورية
الأربعاء نوفمبر 20, 2013 8:59 pm من طرف بداية المشوار
» أبشع جريمة في تاريخ البشرية
السبت نوفمبر 02, 2013 11:08 pm من طرف بداية المشوار
» زيادة الرواتب بسوريا
السبت يونيو 22, 2013 2:57 pm من طرف بداية المشوار
» قطرة عسل
الجمعة مايو 10, 2013 6:56 pm من طرف بداية المشوار
» غادرت الحنونة وتركت لي الحسرة
الأربعاء مايو 01, 2013 7:06 am من طرف بداية المشوار
» اكتشاف مكان طوفان نوح
الإثنين أبريل 29, 2013 10:36 am من طرف بداية المشوار
» الحب درجات
الأربعاء أبريل 24, 2013 10:16 am من طرف بداية المشوار
» كيف تتخلص من كرشك
الثلاثاء أبريل 16, 2013 10:36 pm من طرف بداية المشوار
» فضائل يوم الجمعة
الجمعة أبريل 12, 2013 11:07 am من طرف بداية المشوار
» فضل الله
الأربعاء أبريل 10, 2013 8:57 am من طرف بداية المشوار
» فضل تلاوة القرآن
الإثنين أبريل 08, 2013 10:52 pm من طرف بداية المشوار
» بروكسي جديد لكسر المواقع الإباحية
الثلاثاء يناير 15, 2013 12:07 am من طرف بداية المشوار
» فضائل يوم الجمعة
الإثنين يناير 14, 2013 11:59 pm من طرف بداية المشوار
» أسماء المَدِيْنَة المُنَوَّرَة
الإثنين يناير 14, 2013 11:54 pm من طرف بداية المشوار
» الأعمى والربيع
الثلاثاء يناير 08, 2013 8:09 pm من طرف نضال64
» النسر الدجاجة
الثلاثاء يناير 08, 2013 8:06 pm من طرف نضال64
» لا واسطة في أمر الدعاء
الجمعة يناير 04, 2013 9:31 pm من طرف بداية المشوار
» كاظم الساهر : موال يا دنيا انتي الحرمتني
الخميس ديسمبر 20, 2012 10:42 am من طرف بداية المشوار
» مما قرأته و اعجبني
الخميس ديسمبر 20, 2012 10:38 am من طرف بداية المشوار
» هذا ديني . . الاسلام
الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 11:19 pm من طرف بداية المشوار
» تعالالي يا روح امك
الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 11:16 pm من طرف بداية المشوار
» كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل
الخميس نوفمبر 29, 2012 1:53 pm من طرف بداية المشوار